Saturday, February 25, 2017

النطاقات المناخية والغطاء النباتي في العالم (مقابلة بين خريطتين)


تقديم إشكالي:

تختلف النطاقات المناخية والأقاليم النباتية على سطح الأرض بسبب تأثير الحرارة والتساقطات.
  • فكيف تؤثر العوامل المناخية في تنوع النطاقات المناخية والأقاليم النباتية؟
  • وما هي الخصائص المميزة لها؟

І ـ تؤثر في تنوع النطاقات المناخية والأقاليم النباتية على سطح الأرض عدة عناصر:

1 ـ دور الحرارة في تنوع المناخ:

تستمد الأرض حرارتها من الشمس (الإشعاع الشمسي)، حيث تصل إليها فقط 4.3% من الإشعاع، والباقي يمتصه الغلاف الجوي وتنعكس نسبة من الإشعاع بفعل وجود غازات مختلفة في الغلاف الجوي، إذ تمتص طبقة الأوزون الأشعة ما فوق البنفسجية، في حين أن الأرض تعكس بدورها 6% من هذا الإشعاع، ويتباين توزيع الحرارة على سطح الأرض من نطاق لآخر، حيث أن النطاق الحار يتلقى أكبر نسبة، يليه النطاق المعتدل، وأخيرا النطاق البارد يتلقى نسبة ضعيفة، وتتحكم عدة عوامل في تباين توزيع الحرارة على سطح الأرض كالموقع حسب خطوط العرض، وميل محور الأرض، وعامل الارتفاع، والتيارات البحرية، وتوزيع اليابس والماء.

2 ـ تؤثر التساقطات على تنوع المناخ:

تحدث التساقطات عبر مراحل، تتمثل في:
  • التبخر: يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تبخر المياه وانخفاض درجة حرارة الهواء المشبع ببخار الماء، إذ يفقد قدرته على الحمل فتحدث عملية التكاثف.
  • رطوبة الهواء أو الرطوبة الجوية: هي كمية بخار الماء الموجودة في الهواء، ويستمد الجو رطوبته من عملية التبخر، إذ يتحول الماء من حالة سائلة إلى حالة غازية تحت تأثير الحرارة.
  • التكاثف: هو تحول بخار الماء الموجود في الجو من حالته الغازية إلى جسم سائل أو صلب يمكن رؤيته بالعين المجردة، فعندما تنخفض درجة حرارة الهواء إلى نقطة التجمد أو نقطة الندى بالقرب من سطح الأرض يتعرض بخار الماء في الهواء لعمليات التكاثف، التي تتخذ صوراً مختلفة، منها الندى، والصقيع، والضباب …، أمّا إذا انخفضت درجة الحرارة عند المستويات المرتفعة جداً من سطح الأرض، فيتعرض بخار الماء الممثل في الهواء لعمليات التكاثف التدريجية والفجائية وتتخذ مظاهر مختلفة، منها: البرد، والثلج، والسحب، والمطر، وذلك عندما تنخفض درجة حرارة الهواء المشبع ببخار الماء ويفقد قدرته على حمله.
  • التساقطات: تحدث التساقطات عندما تلتحم القطرات المائية أو البلورات الثلجية الدقيقة المكونة للسحب فيزداد حجمها ووزنها وتعجز التيارات عن جملها فتسقط على السطح على شكل أمطار وثلوج أو برد، وتتخذ التساقطات شكل أمطار في المنخفضات وأمطار وثلوج في المرتفعات.
وتتوزع التساقطات بكيفية متباينة، وذلك كالتالي:
  • مناطق العروض المدارية: تفوق التساقطات بها 200 ملم في السنة في المناطق القريبة من خط الاستواء.
  • مناطق العروض الشبه مدارية: تقل التساقطات عن 250 ملم في السنة بسبب زيادة الضغوط الجوية المرتفعة.
  • مناطق العروض المعتدلة: ترتبط أمطارها باضطرابات الجبهة القطبية والرياح الغربية الرطبة.
  • مناطق العروض القطبية: نقل التساقطات عن 2580 ملم في السنة  بسبب زيادة الضغوط الجوية المرتفعة، والتساقطات تتخذ شكل ثلوج.

3 – ينقسم سطح الأرض إلى نطاقات مناخية موازية للسطح متباينة من حيث الحرارة والتساقطات المطرية:

بسبب تباين الحرارة والتساقطات، تظهر نطاقات مناخية موازية لخطوط العرض، ونميز فيها بين:
  • النطاق الحار: يمتد بين خطي عرض 30° شمال وجنوب خط الاستواء، ويتميز بارتفاع الحرارة على مدار السنة.
  • النطاق المعتدل: يقع في العروض الوسطى بين خطي عرض 30° حسب المناطق شمال وجنوب خط الاستواء، ويعرف تعاقب فترات باردة وأخرى حارة حسب الفصول.
  • النطاق البارد: يضم المناطق الواقعة في العروض العليا، ويتصف ببرودته الشديدة، هذا الاختلاف يؤدي إلى تباين غطاءه النباتي الذي يختلف من منطقة إلى أخرى حسب الخصائص المناخية المميزة لكل منطقة.

ІІ ـ يتحكم المناخ في تحديد الخصائص النباتية لكل نطاق:

1 ـ خصائص المناخ والغطاء النباتي بالنطاق الحار الرطب والجاف:

  • الخصائص المناخية والنباتية بالمنطقة الاستوائية: يمتد عند نطاق الدائرة الاستوائية، وإلى الشمال والجنوب منها ببضع درجات، وينتشر هذا المناخ بعدة مناطق كالسهول الساحلية الغربية لإفريقيا، وحوض الكونغو، وحوض الأمازون، ومن خصائص المناخ الاستوائي حرارة مرتفعة وتساقطات غزيرة طيلة السنة، أما المدى الحراري فهو ضعيف، يتشكل الغطاء النباتي من الغابة الاستوائية الدائمة الاخضرار والتي تتميز بالتنوع والكثافة، وكذلك غابة الأمازون.
  • الخصائص المناخية والنباتية بالمنطقة المدارية: تقع هذه المنطقة ما بين المدارين (مدار السرطان، ومدار الجدي)، وينقسم المناخ المداري إلى قسمين: مناخ مداري رطب: يتميز بتساقطات صيفية وحرارة مرتفعة، ومناخ مداري جاف: تساقطاته صيفية قليلة وحرارته مرتفعة، ويتميز بوجود فصلين متباينين: فصل حار ومطير صيفا، وفصل حار وجاف شتاء، أما الغطاء النباتي فهو عبارة عن سفانا، وهي تشكيلات عشبية تجمع بين الحشائش والأشجار، وتتأثر بالفصل الرطب والفصل الجاف.
  • الخصائص المناخية والنباتية في المناطق الصحراوية: ينتشر في الأقاليم الهامشية بمناطق ما بين المدارين، ويتميز بارتفاع الحرارة، أما التساقطات فهي قليلة جدا في فصل الشتاء، وشبه منعدمة في الفصول الأخرى، والغطاء النباتي يتميز بالتباعد وقصر الجذوع وصغر الأوراق وكثرة الأشواك، وذلك بسبب الحرارة والجفاف.

2 ـ يتوزع النطاق المعتدل بين ثلاث مناطق تختلف من حيث المناخ والغطاء النباتي:

  • الخصائص المناخية والنباتية بالمنطقة المتوسطية: يسود بالواجهات الغربية من القارات في كل من كاليفورنيا، ووسط شيلي، وجنوب إفريقيا، وجنوب غرب أستراليا، يتميز هذا المناخ بصيف حار وجاف، وشتاء دافئ وممطر، أما الغطاء النباتي فيتشكل من الأحراش والأدغال.
  • الخصائص المناخية والنباتية بالمنطقة المدارية: يسود خصوصا بأوربا الغربية والساحل الغربي لأمريكا الشمالية، يتميز بالرطوبة طيلة السنة مع  وجود تفاوتات حرارية ما بين فصل الصيف والشتاء، وعموما درجة الحرارة معتدلة، أما بالنسبة للغطاء النباتي فيتميز بانتشار الغابة النفضية.
  • الخصائص المناخية والنباتية بالمنطقة القارية: ينتشر بمناطق إلتقاء الكتل القطبية الباردة والمدارية، فتسيطر الأولى شتاء والثانية صيفا، ويتميز المناخ القاري بحرارة مرتفعة صيفا ومنخفضة شتاء، أما التساقطات فتكون على شكل أمطار في فصل الصيف، والغطاء النباتي يتكون من البراري.

3 –  يتوزع النطاق البارد بين منطقتين تختلفان من ناحية المناخ والغطاء النباتي:

  • الخصائص المناخية والنباتية بالمنطقة القطبية الباردة: يتميز بانخفاض كبير في درجات الحرارة خصوصا في فصل الشتاء، تساقطاته ضعيفة البرودة مرتفعة الأمطار قليلة، أما الغطاء النباتي فيتميز بغابات التايغا، وهي غابات مخروطية صنوبرية كثيفة تتميز بمقاومتها للبرودة عن طريق أوراقها الإبرية.
  • الخصائص المناخية والنباتية بالمنطقة الجبلية: يتميز بتساقطات سنوية مرتفعة وحرارة منخفضة خصوصا في فصل الشتاء، أما الغطاء النباتي فيتدرج حسب الارتفاع من زراعات ومروج، ثم غابات نفضية، وغابات مخروطية وأعشاب.

خاتمة:

تتنوع المناطق المناخية حسب موقعها والعوامل المؤثرة فيها، مما يؤدي إلى تنوع  الحرارة والتساقطات والغطاء النباتي.

Friday, February 24, 2017

تحضير ثقافتنا في ظل العولمة - جدع مشترك علمي تحليل نص حجاجي لمحمد عابد الجابري


تقديم حول النص :

النص عبارة عن نص حجاجي دو نمط إقناعي للكاتب و مفكر المغربي محمد عابد الجابري المزداد بنواحي مدينة فيكيك الشرقية سنة 1936م. له عدة مؤلفات نذكر منها : "نحن والثراث" و "نقد العقل العربي"، وله عدة مقالات متفرقة منها هذه المقالة التي نُشرت في مجلّة "فكر و نقد" العدد6، سنة 1988، الصفحة 14 و ما بعدها بتصرف.
ملاحظة النص :

إذا تأملنا عنوان النص فإنا نجده يثير إشكالية حضارية معاصرة هي إشكالية الثقافة العربية في عصر العولمة، حيث تُلغى الحدود بين المجتمعات و تقرُب المسافات بين الشعوب.
فهم النص :

الوحدات الدلالية للنص :

1- الفكرة التي انطلق منها الكاتب فيما يخص تحديد الثقافة هي أن يتم هذا التحديد من داخل الثقافة، وذلك عن طريق بناءها و ممارسة الحداثة في معطياتها و تاريخها.
2- ميز الكاتب بين موقفين متعارضين حول علاقة الثقافة العربية بالعولمة : موقف يرفض رفضاً مطلقاً العولمة، وموقف ثاني يقبل قبولاً تاماً العولمة.
3- موقف الكاتب من التيارين هو الرفض، و السبيل للتعامل مع العولمة حسب الكاتب هو العمل من داخل الثقافة العربية، أي الإنخراط في التحديث عبر الفعل و المشاركة لحماية الهوية و مقاومة الإغتراب.
تحليل النص :

المعجم :

يتوزع النص بين حقلين دلاليين هما حقل الإنغلاق و حقل الإغتراب :
حقل الإنغلاقحقل الإغتراب
الرفض المطلق - الإنغلاق الكلي - الإخفاق - موت بطيء...المراهنة على الحداثة - الإنخراط في العولمة دون حدود - الإنفتاح على العصر...
نلاحظ من خلال الجدول و من خلال النص هيمنة حقل الإغتراب على حساب حقل الإنغلاق و ذلك لأن ظاهرة الإغتراب هي المنتشرة بكثرة في مجتمعاتنا العربية خلال العصر الحالي.
بناء النص :

اعتمد الكاتب في بناء هذا النص الحجاجي على ثلاثة مراحل هي :
- الأطروحة : ضرورة تجديد الثقافة من داخلها.
- نقيض الأطروحة : موقف يرفض العولمة مطلقاً و موقف ثاني يقبلها قبولاً تامًّا.
- التركيب : الإنخراط في العولمة عبر المساهمة و التفاعلية و عبر المحافظة على الهوية.
أدوات الإقناع :

- أدوات التوكيد : إنّ - لا يمكن...إلّا...
- الحجج : من بينها الحجة بالمثال (إن الأمر يتعلق بقطار يجب أن نركبه) - حجة منطقية (التحصين إنما يكون مفيداً عندما يكون المتحاربان على نسبة معقولة من تكافؤ القوى و القدرات).
الوضعية التلفظية :

- استعمل الكاتب ضمير الغائب قصد إظهار الموضوعية في تناول ظاهرة العولمة و الثقافة العربية.
- استعمل الكاتب ضمير متكلم الجمع ليدل على رأيه وعلى من يشاطره الرأي.
التركيب :

طرح الكاتب من خلال هذا النص إشكالية علاقة الثقافة العربية بالعولمة، و من خلال طرحه لأطروحته حاول الكاتب أن يعرض موقفين متعارضين هما موقف الإنغلاق و موقف الإغتراب ، و اعتبرهما معاً خاطئين، مقدّماً لنا بديلاً علميًّا أساسه التفاعل مع العولمة من خلال الإنطلاق من داخل الثقافة العربية و ذلك عبر المساهمة و الفاعلية.
و قد استعان في إقناعنا بهذا الرأي بمنهج حجاجي قوامه الحجج و الأدلة المقنعة، و كذلك أدوات التوكيد التي تجعل من رأي الكاتب رأياً موضوعيّا يقتنع به المتلقي.

Tuesday, February 21, 2017

تحضير للدرس " الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية "

تقديم إشكالي:

اهتمت أوربا خلال القرنين 15 و16م بدوافع اقتصادية ودينية للقيام بالاكتشافات الجغرافية الكبرى، مما مكنها من الوصول إلى الهند واكتشاف عوالم جديدة ترتب عنها نتائج هامة غيرت مسار العلاقات التاريخية في أوربا والعالم، كما أدت إلى ظهور طبقة بورجوازية مركنتيلية.

  • ما طبيعة الاكتشافات الجغرافيا وامتدادها المجالي خلال القرنين 15 و16م؟
  • ما دوافعها ونتائجها الدالة على التحولات التي عرفتها أوربا والعالم عقب ذلك؟
  • ما خصائص الميركنتيلية كلبنة أساس للفكر الاقتصادي آنذاك؟

I- ارتبطت الاكتشافات الجغرافية الكبرى بعدة دوافع وامتدت في مجال شاسع خلال القرنين 15 و16م:

1 – كانت وراء الاكتشافات الجغرافية دوافع اقتصادية وتقنية وعلمية:

  • استمر التجار الإيطاليون في جلب المواد الشرقية لكن بتكاليف أكبر، مما زاد في ارتفاع أثمانها وقلص بالتالي من أرباح التجار الأوربيين، ولتحقيق أرباح أكثر عمل الأوربيون على البحث للوصول إلى مناطق الإنتاج دون المرور بالوساطة العربية الإيطالية، فكانت الرغبة في تجاوز هذه الوساطة من أهم دوافع الاكتشافات، إضافة إلى رغبتهم للوصول إلى المعادن النفيسة خاصة الذهب.
  • التطور الاقتصادي والديمغرافي نتج عنه رواج تجاري خلف الحاجة إلى المعادن النفيسة.
  • تزايد الحاجة إلى الذهب خلف مجاعة نقدية بعد استنزاف مناجم الفضة لأوربا، وعجز المغرب عن توفير الحاجيات المتزايدة، فنتج عن ذلك تضخم مالي كبير أدى إلى أزمة اجتماعية واقتصادية مست بمصالح التجار والبلاد والكنيسة.
  • ساعد تقدم المعارف الجغرافية وتقنيات الملاحة على إنجاح الاكتشافات لاسيما بعد تعرف الأوربيين على جغرافية القدامى بواسطة الحرب، وعلى الشرق بواسطة المذكرات التي كتبها المبشرون، كما تم صنع الكارافيلا واختراع البوصلة والإسطرلاب، بالإضافة إلى وضع الخرائط البحرية.

2 – تجلت الدوافع الدينية والسياسية للاكتشافات الجغرافية فيما يلي:

دعمت البابوية المسيحيين بالعطاءات والامتيازات حيث كان لها دور كبير في حثهم على الخروج لمواجهة المسلمين والقضاء عليهم، والاستفادة من الاكتشافات الجغرافية، حيث كان لذلك أثر إيجابي على نشر الديانة المسيحية، وقد استفاد من كل هذا بشكل كبير البرتغال والاسبان اللذين حصلوا على أموال طائلة.

II – كان لنتائج الاكتشافات الجغرافية أثر كبير على أوربا والعالم خلال القرنين 15 و16م:

1- نتج عن الاكتشافات الجغرافية حركة استعمارية شرسة قادها البرتغال والإسبان:

تمكن البرتغال من الوصول إلى مناجم الذهب والفضة والدقيق بإفريقيا والشرق الأقصى، فكونت مستعمرات واسعة، وكان المغرب المتضرر الأول، حيث أصبح يعاني من المزاحمة البرتغالية التي تمركزت بسواحل غرب إفريقيا، وأصبحت تتعامل مباشرة مع السودانيين، كما عمل البرتغاليون على إبادة سكان المستعمرات، وذلك عن طريق اللجوء إلى وسيلتين: الأولى تتمثل في الحروب القاسية الظالمة التي شنت ضد الأمم الضعيفة، أما الوسيلة الثانية فتتجلى في الاستغلال والاسترقاق والاستعباد.

2 – خلفت الاكتشافات الجغرافية نتائج مختلفة على أوربا والعالم:

  • نتائج اقتصادية: تمثلت في سيطرة الأوربيين على رواج التجارة العالمية بين القارات وانتعاش الموانئ الأطلسية، (لندن، بوردو، أنفرس) على حساب موانئ البحر الأبيض المتوسط (جنوة، البندقية)، وتجارة القوافل الصحراوية (المغرب)، فتدفقت ثروات هائلة على أوربا مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى استنزاف ثروات وخيرات المنطقة.
  • نتائج سياسية ودينية: تمثلت في انتشار الديانات المسيحية (كاثوليكية، بروتستانتية)، وتكوين إمبراطوريات واسعة برتغالية واسبانية على حساب المستعمرات.
  • نتائج اجتماعية: نقص سكان المستعمرات بسبب الإبادة والاسترقاق والاستعباد وانتهاك كرامة الإنسان، وتدني عيش العمال والحرفيين والفلاحين بسبب ارتفاع الأسعار، ثم استغلال الثروة والغنى من الطبقة الديمقراطية إلى بورجوازية، وتدفق هائل للمهاجرين والمغامرين والمضطهدين نحو العالم الجديد.
  • نتائج ثقافية وفكرية: تمثلت النتائج الثقافية في تقديم العلوم الجغرافية كإثبات كروية الأرض، ووضع خرائط جديدة للعالم، وانهيار المعلومات الجغرافية للعصر الوسيط، أما النتائج الفكرية فقد تجسدت في ظهور المذهب الميركنتيلي.

III – نظمت المركنتيلية الحياة الاقتصادية والاجتماعية لأوربا خلال القرنين 15 و16م:

1- تعريف المركنتيلية التجارية:

تأسس المذهب الميركنتيلي وهو تيار فكري ظهرت بوادره في ق 15م واستمر إلى ق 18م، والميركنتيلية مصطلح ينسب إلى كلمة “مركنتي” الإيطالية، وتعني تاجر، يقوم هذا الفكر على مبدأين أساسين: أولهما يربط قوة الدولة بمدى ما تتوفر عليه من معادن نفيسة، ويقوم المبدأ الثاني على توجيه الدولة للاقتصاد، وذلك بخلق صناعات محلية لضمان القدرة على مواجهة المنافسة الخارجية وضمان الأسواق، مما يفرض عليها ضرورة مراقبة جودة المنتوجات الصناعية عن طريق سن قوانين صارمة.

2 – اختلفت خصائص ومظاهر الفكر الميركنتيلي حسب سياسية الدولة:

  • فرنسا ==> الاهتمام بالصناعة كأساس لجلب وجمع المعادن النفيسة.
  • إنجلترا ==> أسست شركات تجارية كبرى في المستعمرات، وفرضت قوانين ملاحية لحماية التجارة ==> اهتمت بالنفائس المعدنية.
والنتيجة كانت هي تحقيق فائض في الميزان التجاري عن طريق تراكم المعادن النفيسة في خزائن كل من فرنسا وانجلترا، وعلى نقيض ذلك تراجع هذا الرصيد بإسبانيا، وتفشت ظاهرة التهريب لهذه الثروة.

خاتمة:

لقد فتحت الاكتشافات الجغرافية أمام الأوربيون العديد من الأسواق الجديدة، وحركت التجارة البعيدة وساهمت في تراكم الأموال وبروز دور الطبقة البورجوازية في توجيه الاقتصاد الأوربي نحو رأسمالية تجارية كبرى.

المحور الأول : التمييز بين الطبيعة و الثقافة تحليل نص ل. بيلز .

البنية المفاهمية :

تعريف الثقافة عند بيلز: أساليب السلوك التي تتصف بأنها تكتسب عن طريق التعلم

الانثربولوجيا :فرع علمي يدرس الكائن البشري من جميع نواحيه،سواء المادية ( التشريحية و المورفولوجية و الفيزيولوجية ...)و الثقافية (الاجتماعية و الدينية  و السيكولوجية و الجغرافية ...) و ينحو نحو النظر إلى الإنسان بصورة تركيبية عبر دراسته من خلال مجموعة من العلوم الإنسانية و الطبيعية ،و مصطلح أنثربولوجياanthropologie مركب من كلمتين يونانيتين  anthroposو تعني الانسان بصفة عامة و logos و التي تعني تخصص أو دراسة أو علم .

بينة النص و أفكاره

-         الثقافة صفة لبعض جوانب السلوك الإنساني  المتطور مقارنة بالحيوانات على وجه الخصوص
-         التنوع هو صفة السلوك الإنساني هو ما يمكن أن نطلق عليه أيضا التنوع الثقافي مقابل التوحد الطبيعي (انتماء الناس جميعا إلى نوع واحد )
-         أهم أسباب التنوع الثقافي هو : التعلم  أي قدرة الإنسان على التعلم بشكل يفوق غيره من الأنواع الحيوانية
ومن ثم قدرته على المرونة و التكيف
-         آلية التعلم عند الإنسان هي  :التقليد و التلقين  

البينية الحجاجية

-         الحجاج بالمثال : تنوع عادات الطعام بين الشعوب دليل على التنوع الثقافي
-         أسلوب المقارنة :  بين الإنسان و الحيوان  
-         الحجة العلمية : استحضار نماذج و صور من علم الانثربولوجيا : ثقافة الاسكيمو و ثقافة الشعوب الهندية المكسيكية للتدليل على تنوع السلوك  الثقافي للإنسان

استنتاج

يطرح النص مسالة الطبيعة و الثقافة و تفاعلهما داخل الكائن البشري ،فالإنسان رغم اشتراكه مع الحيوان في العديد من الجوانب الطبيعية إلا أنه يظل كائنا متميزا عند النظر إله من زاوية قدرته على التعلم و الكيف ،و هو ما ينتج عنه تنوع ثقافي كبير بين الجنس البشري سببه اختلاف ما يتعلمه في كل محيط و بيئة على حده ،خلافا للحيوان الذي يظل سلوكه ثابتا و نمطيا و موحدا .و هكذا يخلص بيلز إلى أن الثقافة : هي أسالييب السلوك التي تتصف بأنها تكتسب عن طريق التعلم
و هذا لا يختلف جوهريا عن التعريف الذي تعطيه منظمة اليونيسكو لهذا المفهوم الهام و هو : "الثقافة بوجه عام هي مجموع المميزات الروحية و المادية ،الفكرية و العاطفية التي تميز مجتمعا ما و مجموعة اجتماعية معينة ،و هي تشمل الفنون و الآداب و أنماط الحياة و الحقوق الأساسية و نظم القيم و التقاليد و المعتقدات "
و كل هذه الخصائص و المميزات يتعلمها الإنسان من وسطه و مجتمعه كما قال ويلز.

Labels: